بص يا سيدي احنا دوة متخلفة لاننا ببساطة "متخلفين"، احنا من كتر ما بنعمل افعال غير منطقية اصبح لينا منطق منفصل و نهج مميز في كل حتة في العالم، بقينا علامة مسجلة. بقي المصري هوا الصفر في مقياس التطور، لن اتفاجئ لو سمعت يوما شخص بيقول "انت مستوالك في النازل كده ممكن تقلب مصري". في بعض الاشخاص دخلوا في مرحلة من ال denial رفض لفكرة ان احنا شعب متخلف، و دول معظمهم مرتبط بافكار او اشخاص اصابها الصدئ، يعني هتلاقي الي بيقول "احنا بلد الفراعنة و حضارة 7000 سنة" بس احنا كملنا عليهم 7000 سنة غباء و تخلف. ومنهم الي هيتمسك باشخاص دينية او سياسية او اجتماعية و يبدأ يقولك احنا بلد فلان وعلان، و غالبا فلان هيكون عايش بره مصر و بيشتمنا و علان مات بعد ما قلبه وقف من المستوي الي وصلنا ليه. قلة قليلة هما الي بيعارضوا الفكرة املا منهم ان احنا نتغير فعلا، بس هما عارفين من جواهم ان احنا متخلفين. ممكن تكون انت بكيانك المنفرد مش متخلف بس مهما حاولت هيفضل المجموع دايما صفر. السؤال هنا بقي، إحنا ليه كده؟
أولا الجهل. الجهل اصبح هو السمة السائدة في المجتمع، جهل علمي و ادبي و مجتمعي. مبقاش فيه حد بيحترم التعليم كله دلوقتي بالفهلوة، لو بصيت حوالبك هتجد 99 من كل 100 طالب بيدرس بالعافية، بيدرس كنوع من القصور الذاتي، دخل الابتدائية ثم الاعدادية فالثانوية مجتش علي الجامعة يعني، بالمرة نخلصها عشان نستريح. و بالتالي اصبحت الدراسة العلمية عبارة عن روتين يومي لا اكثر. ناهيك عن ان المعلم نفسه اصبح سلعة و ليس مهنة، مش هتفاجئ برده لو لقينا بعد كام سنة المدرسين الخصوصين بيتباعوا في عمر افندي او التوحيد و النور. المشكلة بدأت لما قيمة التعليم نقصت، فاكر و انا صغير كان جاري بيتباهي امام والدي قائلا - و عادة بيكون بالجلابية و الشبشب الابيض و في ايده الشيشة - "انا ابني بياكل احسن اكل و بيلبس احسن لبس و بياخد فلوسه كل يوم، هتعمله ايه يعني الجامعة" الظريف في الموضوع ان ابنه فعلا ساب الجامعة و بقي صاحب بتاع 10 توك توك، يعني مش اي حاجة (بس هو حاليا بيقضي سنة سجن عشان خناقة مع سواق تاني). طالما تعاملنا مع العلم و كانه شئ ثانوي ليست له اهمية، سنظل متخلفين. العلم هوا القيمة الوحيدة في الحياة و صاحب العلم الحق يمكنه ان يملك كل شئ، و لو عايز تغير فعلا من حياة اي انسان علمه. فكر كده مع نفسك هتلاقي اي سلوك او مظهر او عادة او تقليد متخلف يمكن ان تمحيه بالعلم.
ثانيا المصري معروف بقوته و جبروته. من الاشياء الي بتجعلني اتعجب و اندهش ان رغم التخلف و الفشل الي وصلنا اليه، لكن يظل فيه جزء من المجتمع شايف ان احنا مميزين و ان العالم كله بيتربص بنا، و أمريكا و إسرائيل و روسيا و بركينا فاسو بيشتغلوا ليلا و نهارا عشان يخربوا مصر. علي ايه بس ؟(الطم يا ربي). ايه المميز في هذه البقعة من الكرة الارضية الي تخلينا مميزين عشان العالم كله يتخانق علينا ؟ لا جو ولا ثروات و لا جيش و لا علم و لا اي بتنجان خالص. "بس مصر مذكورة في القرأن و ربنا حارسها رغم كيد الحاقدين" ديه بقي الargument الي مش بقدر اصمد امامها بانهار تماما و بارفع الراية البيضاء حفاظا علي سلامتي العقلية و الجسدية.
ثالثا صناعة الالهة. لسبب ما اجهله انتشر مرض غريب بين المصريين و هو تمجيد الاشخاص . ممكن يكون ده جزء توارثته الاجيال من الفراعنة؟ المصري بيحب يمجد من اي حد يعمل اي حاجة، من رئيس جمهورية فضل يخرب في البلد و يسرقها و يضحك علينا و الشعب مش لاقي ياكل ولا عارف يعمل حاجة و برده الناس بتمجده، و ده حصل مع جميع من حكم مصر بلا استثناء. المشكلة ان المرض ده بدأ ينتقل و ينتشر عشان يشمل اي شخص مشهور، عالم مجتهد كسب نوبل، بس فيه ناس كتيير جدا كسبوا نوبل و العلم تتطور في كل العالم، بس برده نعبده و نصليله. لاعب كرة احترف بره، فيه الف لاعب تاني كويس و بيجيب اجوان، وممكن يكون بيلعب وحش في ماتش معين، بس برده نمجده. الموضوع بقي بنتشر لدرجة ان الناس بقت تحب اي شخص قديم او كبير و خلاص، يعني كلنا متفقين علي احترام الكبير بس مش لدرجة ان يبقي فيه راجل كبير في السن و غير قادر علي اي شئ وا حنا لسه بنردد عبارات مثل "الناس الكبيرة ديه خبرة" و "اعتبره ابوك يا اخي" و "مينفعش تقول علي حد كبير كده" و حتي "الدهن في العتاقي". المرحلة الي جاية ان احنا نبدأ نقدس اي حاجة قديمة و خلاص، بيت قديم أو جبنة قديمة مش فارقة طالما قديمة تبقي حلوة و لازم تحبها و يا حبذا لو كان اصابها العفن. و علي راي صلاح جاهين، وعجبي!